كيف للطبيعة أن تكُن جزءاً من التصميم؟
أحد عناصر النجاح في التصميم أن يحترم المنزل أو الفراغ المُصمّم الطبيعة، ويمزج بين عناصرها المُحيطة به؛ كي لا يظهر وكأنه شيءٌ غريبٌ، أو عنصرٌ دخيلٌ على ما حوله. أي أنّ الوظيفة الأساسية هي جعله جزءاً لا يتجزّأ مِمّن حوله. وهو ما أوضحه ودعا إليه المعماري الشهير فرانك لويد رايت عندما تحدّث عن العمارة العضوية للوصول للكمال في التصميم.
ما يُمكن استخدامه في الخارج يُمكن توظيفه في الداخل أيضاً!
أي يُمكن احترام وتوظيف الطبيعة في التصميم الداخلي كما في الخارجي؛ لأن المُصمّم الداخلي في الأساس يستوحي عناصره في الغالب من الطبيعة. سواء من ناحية الألوان المُستخدمة، أو الخطوط، أو الأشكال، أو أدوات الزينة، أو الديكورات. فالتصميم لديه يبدأ من تحوُّل الفوضى إلى نُسُق ونظام. فعندما تتخلّص من العشوائية وتتّجه نحو الترتيب والتناسق والتناغم، تبدأ في التصميم!
هناك العديد من الطرق لدمج الطبيعة في التصميم، منها:
استخدام الفناء الداخلي:
أحد أبرز أشكال دمج الطبيعة في التصميم هو استخدام الفناء الداخلي أو ما يُسمّى بـِ “الحوش، أو الكورتيارد”. ذلك الفراغ الداخلي المُحاط بفراغات المنزل. وعادةً ما يكون حديقةً صغيرةً تحتوي على الأشجار والنباتات، ومنطقة للجلوس، ونافورة مياه لترطيب الجو.
وهو من أهمّ الأشياء التي يتمّ استخدامها والاهتمام بها عند تصميم المنازل ذات المساحات الكبيرة. ويُمكن تصميمه على غرار النمط أو الطراز العامّ المُتّبع داخل المنزل. يُساعد ساكني المنزل على الاستمتاع بأجواء الطبيعة الساحرة، واستقبال الضيوف، وإضافة لمسة ساحرة للمنزل.
استخدام الزهور والنباتات في التزيين:
يُمكن لمُصمّم الديكور الاستعانة بالأزهار والنباتات سواء الطبيعية أو الصناعية. لأجل إضفاء مظهر جمالي للفراغ، سواء بوضعها كعناصر مُستقلة، أو دمجها في التصميم؛ كأن تُستخدم في الزخارف، أو في أوراق الحائط، أو الديكورات الأخرى؛ وذلك لزيادة الشعور بالراحة النفسية في المكان، والامتزاج بالطبيعة.
استخدام ألوان الطبيعة:
إن أفضل طريقة لتحديد وتناسق ألوان الفراغ هي استيحائها من الطبيعة. حيث يُمكن للمُصمّم الداخلي تحديد قائمة الألوان الخاصّة به “color palette” من خلال الطبيعة وتدرُّجاتها اللونية. وهو ما يُمكن أن يُشعِر بالتناغم والتوازن في الألوان المُختارة، وبالتالي يخلق شعوراً عالياً بالراحة والهدوء.
استلهام خصائص الطبيعة في الداخل:
إن أبسط تعبير لاستلهام خصائص الطبيعة في الداخل هو البساطة واستخدام الفراغات المفتوحة، والألوان الهادئة؛ كالأخضر، والأزرق، والأبيض، واستخدام الخطوط والأشكال الطبيعية؛ التي تعكس الطبيعة المفتوحة المُلهمة؛ فالطبيعة بكل ما فيها بسيطة وجميلة ومُتناغمة.
استخدام موادّ الطبيعة:
يتمثّل استخدام مواد الطبيعة في التصميم الداخلي في تطويع المواد الطبيعية في التصميم؛ كاستخدام الأخشاب في قطع الأثاث وخزانات المطابخ، وكذلك استخدام الحجريات في الحوائط والأرضيات؛ وبالتالي فإن النتيجة هي فراغ داخلي مُريح وبسيط ورائع.
المزج بين الداخل والخارج:
قد يعمد بعض المُصمّمون إلى مزج الداخل بالخارج، وهو أحد مبادئ احترام الطبيعة. فنجدهم يفصلوا بين الحديقة الخارجية للمنزل وبين غرفة الطعام، أو غرفة المعيشة ببابٍ زجاجي مُنزلق بطول الحائط؛ لا يحجب المنظر الجمالي للطبيعة، ويُوفِّر الخصوصية في آنٍ واحد. وبالتالي هنا يحترم المنزل أو الفراغ المُصمّم الطبيعة!
لقد أصبح للمُصمِّم دوراً مهمّاً في تناول مظاهر الطبيعة المُختلفة برؤيةٍ فاحصة وبمقدرةٍ واعية لاكتشاف ما فيها من قِيَمٍ فنية. وهنا لابُدّ أن يختار المُصمِّم من بينها ما يُحقِّق هدفه التعبيري؛ ليضع أنسب الحلول لمشكلات التصميم.