هل يبدو تصميم غرفة المعيشة مهمة صعبة؟
هل يبدو تصميم غرفة المعيشة مهمة صعبة؟
غرفة المعيشة هي الملجأ الآمن, والركن الدافئ الهادئ الذي نلجأ إليه بعد يوم عمل طويل ومُضْنٍ, فنهرب إليه من ضجيج المدن وازدحام المركبات وأصوات أبواقها، وهي الحضن الذي يجمع العائلة وهم يتوافدون إليها من كل صوب, من مدارسهم وجامعاتهم وشركاتهم وحتى حضاناتهم, يلتقون جميعًا فيها ويسردون أحاديثهم ومجريات يومهم, متكئين كانوا أو جالسين أو حتى ممدين على أرائكها.
وإذا كان تصميم غرفة المعيشة بتلك الأهمية فهي تتربع على عرش اهتمام مختصي التصميم الداخلي، بغض النظر عن حجم المنزل أو المستوى المعيشي للعائلة, لأن البشر جميعًا, أغنياء كانوا أم فقراء, عرب أم عجم, على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وثقافاتهم, لابد لهم من العودة في آخر اليوم والجلوس في ركن ما فيها.
وقد يبدو لنا بأن تصميم غرفة المعيشة مهمة صعبة، لكن لا يجب أن تكون كذلك، لأنه يجب أن تمزج غرفة المعيشة بين البعد الجمالي والجانب الوظيفي، فالاحتمالات لتصميم غرفة المعيشة لا حصر لها، ويجب مراعاة نوعين في هذه الاحتمالات:
أولًا: الأسلوب
تتنوع أساليب غرف المعيشة حسب شخصية الفرد، وأسلوبه، فالبعض يفضل استخدام التصاميم الحديثة ، والآخر يفضل التصاميم التقليدية، وهناك الكثير من الأنواع كغرف المعيشة الريفية والصناعية والساحلية، وكل واحدة منهن تختص بأسلوب معين يعكس جمالها.
ثانيًا: الوظيفة
في عام 2021 بدأ نمط الأثاث يتجه إلى مظهر أكثر راحة واسترخاء، فلا يقتصر دوره على تزيين المنزل فقط بل تعداه إلى توفير جو بسيط ومريح وهادئ، لذلك يجب أن يقوم دور تصميم غرف المعيشة على التناسق والتناسب لروتين حياتنا اليومية.
طرازات تصميم غرفة المعيشة
لغرف المعيشة أنواع مختلفة وأشكال تتباين في ما بينها حسب الذوق الدارج وحسب الثقافة والمستوى الاجتماعي وميل أفراد الأسرة وهذا ما سنتناوله في هذه المقالة.
-
غرفة المعيشة على المدخل
مداخل المنازل أو التصميم الداخلي للفلل لها أهمية خاصة، فكيف إن كان يفضي إلى الركن المريح للجلوس والاسترخاء في المنزل, ألا وهو غرفة المعيشة التي تكون له أهمية أكبر عن غيرها من الغرف فيما يتعلق بديكورها وشكلها باعتبارها جزءاً هاماً وجوهرياً داخل البيت، والإبداع في تصميم غرفة المعيشة يعطي لكل ضيف أو زائر الانطباع الأول عن ذوق صاحب البيت ومدى اهتمامه وإلمامه بفن الديكور والتصميم، كما يعطي له رأياً مسبقاً دون أن يتجول في باقي أرجاء المنزل، ديكور المدخل يحدد كل شيء، وعلى ضوئه يحدد الزائر رؤية شاملة لديكور الغرف والبيت.
-
غرفة المعيشة في قاعة المسكن أو على مطبخ مفتوح
إذا أتيحت المساحة المناسبة, فإنه من المناسب جدًا تصميم غرفة المعيشة في قاعة المسكن قصرًا كان أو فيلا أو منزلًا, والتي عادة ما تأخذ معظم مساحة الحيز الأرضي سواء في الطابق السفلي أو الطابق العلوي، ويتيح هذا الأسلوب في التصميم مساحة كبيرة من الحرية في اختيار التصاميم والألوان والزخارف الإكسسوارات.
أو يمكن تصميم غرفة المعيشة على مطبخ مفتوح مما يتيح للأم البقاء مع عائلتها ومتابعة أطفالها لأطول فترة ممكنة، ففكرة تصاميم غرف المعيشة على طريقة المطبخ المفتوح أصبحت من الأفكار الحديثة التي يعتمدها أصحاب الفلل وخاصة في حالة التصاميم الحديثة والمعاصرة، وهذه النزعة هي ما تجعل المناطق الداخلية بسيطة وجميلة لأقصى حد ممكن, وتبسيط الديكور قدر الإمكان, كما أن فكرة هذا التصميم بأنه السبب في القضاء على الحاجز بين المطبخ والمساحات الاجتماعية يعتبر خطوة عملية.
-
تصميم غرف المعيشة على الطراز الغربي
تحتوي غرفة المعيشة الغربية العادية على قطع أثاث مثل: أريكة، وكراسي، ومناضد متفرقة، ومكتبة، ومصابيح كهربائية، وسجاد، أو قطع أخرى من الأثاث، وعادةً ما تحتوي غرف المعيشة في المملكة المتحدة ونيوزيلندا على مستوق، وفي المنازل الأكبر حجمًا في الولايات المتحدة وكندا، تختص غرفة المعيشة بأغراضٍ ترفيهية أكثر رسميةً وهدوء، بينما توجد غرفة منفصلة كالمختلى أو غرفة العائلة، أو غرفة الاستجمام وهي غرف تُستَخدَم لقضاءِ أوقات الفراغ أو للترفيه غير الرسمي بشكلٍ عام، وتجمع الغرفة الضخمة ما بين وظيفةٍ أو أكثر من وظائفِ تلك الغرف.
اقرأ أيضاً |
كيف تحيي غرفة المعيشة ببراعم التزيين؟
-
ألوان غرف المعيشة
اختيار الألوان في غرفة المعيشة يرتبط ارتباطًا وثيقًا مع عاملين هما ظروف الغرفة ومساحتها، فمثلًا إذا كانت مساحة الغرفة كبيرة، فيمكن أن يتم استخدام تناسق الألوان كالمزج بين اللون الأزرق والرمادي، أو البني مع الأرجواني أو الأحمر، أما إذا كانت الغرفة صغيرة، فيجب أن تكون الألوان أكثر إشراقًا كاللون الأصفر أو البرتقالي أو الوردي، كل هذه الألوان القوية والمبهجة لديكورات غرف المعيشة تتناسب مع اللون الأبيض الغالب عليها للحصول على مظهر مشرق وشبابي، ويمكن تطبيق ذلك عند اختيار الأثاث بألوان تناسب الدهانات والمساحة أيضا.
-
الإكسسوارات والإضاءة
يراعى عند اختيار الإكسسوارات التي تعنى بإضافة جمالية لديكور غرف المعيشة، فئات أفراد العائلة العمرية؛ فإذا كان بالبيت أطفالاً، فإنه ينصح باختيار قطع الإكسسوارات غير قابلة للكسر، كتلك المعدّة من النحاس أو الخشب أو العاج، أمّا إذا كان أفراد العائلة راشدين، فمن الممكن استخدام الإكسسوارات الزجاجية أو حتى الكريستالية، وليزيد تأثير اللمسة الجمالية التي تضفيها الإكسسوارات على جمال الغرفة فينصح بانتقاء إضاءة تبعث الشعور بأنّ المكان أوسع، وكذلك من المحبّذ أن تدخل الشمس هذه الغرفة لفوائدها الصحيّة.
وليزيد تأثير اللمسة الجمالية التي تضيفها الإكسسوارات على جمال الغرفة فينصح بانتقاء إضاءة تشيع الشعور بأنّ المكان أوسع، وكذلك من المحبّذ أن تدخل الشمس هذه الغرفة لفوائدها الصحيّة.
-
اختيار خلفيات جريئة لمساحات مؤثرة
إذا كان التطرف هو ما تستحسنه، فإن أفكار ورق جرائد الحائط هي الحل، فهي طريقة جيدة لإنشاء مساحة تبدو انتقائية وحيوية وممتعة.
-
الاعتماد على المعادن لإظهار بريق غرفة المعيشة
لا تقتصر المواد المعدنية في غرفة المعيشة على الأسطح الصلبة مثل الأثاث وتركيبات الإضاءة، فيمكن للستائر ذات اللمسات النهائية أن تجلب التألق، وتنشط المساحة المحايدة
-
اختيار الكراسي غير المتطابقة لمظهر مريح
قد يكون عدم التطابق ساحرًا في حال قمت بمطابقة الألوان مع بعضها البعض.
-
التركيز على الأرضيات
تعتبر أرضية غرفة المعيشة نقطة انطلاق مهمة، فإذا كنت تستخدم الألواح الخشبية المستقيمة، فعليك استخدام الباركيه، بنفس النغمة واللمسات النهائية الفاخرة.
وبشكل عام لا توجد طريقة واحدة أو أكثر الطرق تصميم غرفة المعيشة, فكل ثقافة ومنطقة لها سمة معينة تضفيها على ديكور وتصميم غرفة المعيشة, بل وأبعد من ذلك، فلكل أسرة تخصصها وتميزها وذوقها الخاص في التصميم، ولا تنس أن التفاصيل الصغيرة كآنية الزهور وقطع القماش الملقاة بأناقة على أريكات الغرفة يمكنها أن تكون عنصراً رئيساً في أناقة وتميز غرفة معيشتك.